ملخص حقوق ا لإنسان والحريات العامة: الجزء الثاني

مرحبا بكم من جديد مع سلسلة دروس القانون


الفصل الاول :تصنيف حقوق الإنسان

اولا: الحقوق الكلاسيكية

النوع الأول 

ويسمى بحقوق الجيل الأول أي الحقوق الطبيعية الواردة في الاعلانات القانونية
والسياسية والتي نجد أهم صورها في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وهي
المرحلة الاولى في تعريف حقوق الانسان حيث تقوم بالأساس على الحقوق الفردية من أهم
.صورها الحق في الأمن والمساواة

النوع الثاني

ما يسمى بحقوق الجيل الثاني التي تستقي فلسفتها من أفكار الثورة الصناعية في
ق 16وأفكار الثورة السوفييتية 1617حيث ساهم الاعلان السوفياتي لحقوق الشعب العامل
.المضطهد في بلورة حقوق جديدة تجلت في العهد الدولي بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
  

ثانيا: الحقوق الجديدة

هي حقوق الجيل الثالث وهي حقوق حديثة تعبر عن عالمية حقوق الإنسان أهمها الحق في التنمية
وبيئة سليمة والسلم والأمن الغذائي والكسب المشترك للثروات الانسانية وعدم ملكية القمر و
.الاجرام السماوية
تؤكد في مجموعها على ضرورة التضامن البشري والتشارك من أجل عيش مشترك ومواجهة
التحديات التي ربما تعترض الحياة الانسانية المشتركة خصوصا مع تطور الطب وتقنيات
.التواصل

الفصل الثاني: نشأة وتطور الحقوق والحريات العامة  

اولا: دور الحضارات القديمة فى بلورة حقوق الإنسان والحريات العامة  

يعترف للحضارات السابقة بالإسهام في بلورة ثقافة حقوق الإنسان ومنهم من
.يجعلها قاصرة على المصدر الغربي متجاهلا دور الحضارات السابقة
  

حقوق الإنسان في الحضارة الإغريقية
لانسان الحر عند الإغريق هو الشخص الذي له الحق في الكلام والتعبير والمساهمة في تسيير
المدينة والحكم وخصوصا المشاركة في الأمور السياسية أي أنه يكتسب صفة المواطنة بينما
المزارعون والعمال و الأجانب والنساء فكانوا كما يقول أفلاطون وأرسطو عبيدا بطبيعتهم فقد
.كانوا لا يطالبون بأي حرية وكانوا يعتبرون كالآلات مسخرين لخدمة الاسياد 

حقوق الانسان عند الرومان

الحرية لم تكن معروفة في الازمنة القديمة خصوصا أن الانظمة السياسية آنذاك

كانت لا تعترف سوى بالحقوق بين المواطنين ولا حق للمواطن على السلطة وبقي الامر على ما
هو عليه حتى جاءت الديانة المسيحية التي أقرت من الناحية العملية 
الكرامة الانسانية 
.والمساواة من خلال استعمل الرومان كلمة حرية للتخلص من الطغاة لكن تطبيقه على الواقع ظل بعيدا  

ثانيا: حقوق وحريات الإنسان في الديانات السماوية  

.ساهمت الديانات السماوية في بلورة ثقافة حقوق الإنسان عكس الديانات القديمة 

حقوق الانسان في الديانتين اليهودية والمسيحية :الديانة اليهودية

جاءت رسالة نبي الله موسى عليه السلام لإخراج بني اسرائيل من ظلم فرعون وجاءت الوصايا
العشر الإلهية التي كلم الله بها نبيه موسى والتي تضمنت عشر حقوق من حقوق الإنسان كالحق في
الحياة والملكية وغيره ويمكن اعتبار الوصايا الإلهية لنبي الله موسى عليه السلام بمثابة إعلان
لحقوق الإنسان لما تضمنته من مبادئ انسانية وتوجيهات ربانية لبني الانسان ليتخلصوا من
.استعباد البشر وعبادة الله وحده
حقوق الانسان في الديانتين اليهودية والمسيحية :الديانة المسيحية  

.التأكيد على الكرامة الانسانية اعتبارا أن الله هو من خلق الإنسان واختصه بهذه الكرامة*

.رسمت حدود السلطة الدنيوية بمقتضيات تناسب طبيعة الإنسان والمجتمع كما خلقه الله سبحانه
*

اعتبار الفرد غاية التنظيم الاجتماعي و إلزام الجماعة بالحفاظ على حقوقه وهكذا حرمت*
الديانة المسيحية الإكراه في الدين ونادت بحرية الفكر والعقيدة ، لكن رجال الكنيسة تورطوا من
بعد في الاستبداد والتحكم في البلاد باسم السلطة الدينية و ساندوا الطغاة والملوك بل اوغلوا في
الدماء والتعسف ومحاكم التفتيش و الإرهاب . حتى ظهر مارتن لوثر في حركته الاصلاحية
.للكنيسة
  

الفصل الثالث: النظم الدولية لحماية حقوق الإنسان والحريات العامة

اولا: ميثاق الأمم المتحدة المضمون والطبيعة القانونية 

مباشرة بعد الحرب العالمية الثانية وبعد الخسائر الجمة التي تكبدها العالم ، أدرك الجميع ضرورة
هينة دلية يكون من مهامها حماية حقوق الإنسان السعي وراء عالم يسوده السلم السياسي
.والاجتماعي دون اعتبار للحدود الجغرافية ومتجاوزا للسيادة الوطنية
مضمون حقوق الإنسان في ميثاق الأمم المتحدة
حسب ديباجة الميثاق هناك تلازم بين الديمقراطية والسلم ، فأهم هدف هو ترسيخ الديمقراطية
وحقوق الانسان والحريات العامة باعتبارهما ركيزتين للنظام الدولي . جاء في الديباجة : " إن
شعوب الأمم المتحدة تؤكد إيمانها بالحقوق الاساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء
والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية " ويستطرد الميثاق جاعلا من مقاصد المنظمة الدولية
: "تحقيق التعاون الدولي وحل المسائل الدولية ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية
وعلى تعزيز حقوق الإنسان والحريات الاساسية للناس جميعا والتشجيع على ذلك بلا تمييز بسبب
.الجنس أو اللغة أو الدين 
 
أما في المجال السياسي : " إن الحكومات الديكتاتورية التي تنكر حقوق الإنسان تسبب الحرب في
حين أن النظم الديمقراطية محبة للسلام " لذلك نصت على حق الشعوب في تقرير المصير
.وربطت بين حقوق الإنسان وبين التقدم الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الفردي والجماعي
  

القيمة القانونية لميثاق الأمم المتحدة

وضع الميثاق توصيات للنهوض بحقوق الإنسان لكنه لم يحدد مفهوم هذه الحقوق رغم اتفاق
المجتمعين في سان فرانسيسكو سنة 1945على هذه الحقوق لكن طرح التفاصيل من شأنه أن
يثير الخلافات في وجهات النظر مما سيسبب في افشال الجهود الهادفة إلى إخراج المنظمة إلى
.الوجود
فالميثاق لم ينص على الوسائل والآليات
لحماية الحقوق بل اكتفى بالإشارة إلى وظيفة الجمعية العامة ودورها المتمثل في الإعداد

والمصادقة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وعلى العهدين الدوليين المكملين له بالإضافة إلى 
.البروتوكول الاختياري  

ثانيا: المشروعية الدولية فى مجال حقوق الانسان

المشروعية الدولية في مجال حقوق الإنسان المواثيق الدولية المتعارف عليها عالميا وهما
.الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والعهدين الدوليين المتعلقان بحقوق الإنسان
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان

يتكون الإعلان من ديباجة تؤكد الكرامة البشرية والحقوق المتساوية أساس الحرية والعدل والسلم
:في العالم يتكون من ثلاثين مادة يمكن تقسيمها إلى 4أقسام

مجموعة أولى

تتعلق بالحقوق الفردية كالحق في الحياة والحرية ومنع الرق والتعذيب
.والمساواة

مجموعة الثانية 

.تهتم بالحقوق الفردية الخاضعة للدولة كالحق في الجنسية والحق في اللجوء السياسي 

مجموعة ثالثة 

تتطرق للحقوق السياسية كاعتراف بالشعب كمصدر للسلطة وحرية
.التعبير وحرية العقيدة وحرية تأسيس الجمعيات

مجموعة رابعة 

تتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية كالحق في الشغل والضمان
.الاجتماعي والحق في التعليم والانتماء للنقابات
نطرح هنا سؤالا، هل يتضمن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أي التزام قانوني؟ يجيب الفقيه
الفرنسي ريني كسيه أن الامر يتعلق فقط بتوجيه سياسي وتشريعي للدول في مجال حقوق الإنسان
ولا يتعلق الأمر بأي قوة الزامية قانونية ، لكن الالتزام بالميثاق شرط من شروط الانضمام
للمنظمة الدولية واكتسابها العضوية في المنتظم الدولي ، ومن ثمة نستخلص أن الإعلان العالمي
لحقوق الانسان من الناحية الحقوقية النظرية لا مفعول له لكن تأثيره على القرارات الدولية أصبح
.واضحا كما أن أغلب دساتير العالم تبنته 

العهدان الدوليان لحقوق الإنسان
يشكل العهدان وسيلة لتقوية الطبيعة القانونية للإعلان العالمي لحقوق الانسان باعتبارهما امتدادا له
لكن العمل بهما لم يبدأ سوى سنة 1679بعدما توفر النصاب للعمل بهما ويرجع السبب إلى
إصرار دول العالم الثالث على إضافة حق تقرير المصير الى الحقوق باعتبار أن الشعب المحروم
من تقرير مصيره لا يمكن أن ي ٌتمتع بالحقوق والحريات وهذا ما عارضته الدول الاستعمارية
باعتباره حقا جماعيا وليس حقا من حقوق الإنسان ، فإذا كان الإعلان العالمي ينص على الحقوق
.الفردية للإنسان وليس حقوق الدولة فان العهدان ينصان على الحقوق الجماعية وحقوق الشعوب
  

العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، يتكون من 31مادة تقر فيها
الدول الموقعة بتوفير ظروف معيشية أفضل لشعوبها من ذلك حق العمل وحق النقابة والضمان
الاجتماعي والصحة والتربية والتعليم وحقوق الطفل وضرورة تقديم الدول تقارير إلزامية عن
.الإجراءات التي اتخذتها في هذا المجال وتوضيح الصعوبات التي وجدتها 
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية ، ويتكون من 53مادة ، وأهم مادة هي التي
لم تذكر في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على احترام حق الشعوب في تقرير
المصير وهو ما يعكس انتصارات حركات التحرر الوطني كما نص العهد على عالمية احترام
حقوق الانسان ، ثم منع الحبس التعسفي أو الاعتقال الغير القانوني ومنع التعذيب والمحافظة على
الكرامة الانسانية أو التدخل في خصوصيات الافراد أو الاطلاع على مراسلاته أو تلويث سمعته ،
.ويتميز هذا العهد بقوة قانونية ملزمة بحيث تتعرض الدول المخالفة لأحكامه إلى مسائلة دولية
  

موعدنا مع الجزء الثالث
Previous Post Next Post